تعرف على الشدة المستنصرية

تعرف على الشدة المستنصرية

الشدة المستنصرية هي أزمة غذائية اقتصادية حدثت في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، والذي حكم مصر لمدة 60 عاماً كاملة حيث يعتبر أحد أطول حكام العالم الإسلامي حكماً في التاريخ.

بدأت الأزمة مع انخفاض منسوب مياه النيل حتى شح إلى منسوب لم يعرفه المصريون من قبل، مما تسبب في جفاف المحاصيل الزراعية وإتلافها، لتبدأ موجة من المجاعة الكارثية التي ضربت مصر في ذلك الوقت.

عندما أكل المصريون بعضهم

بدأ المصريون بأكل أوراق الشجر والنباتات ثم تابعوا إلى أكل القطط والكلاب المارة في الشوارع بحثاً عمّا يسد جوعهم وعوزهم، لكن الأزمة لم تنتهي عند هذا الحد، بل استمرت حتى أكل الناس بعضهم بعضاً.

تروى لنا الأخبار أن مصر شهدت حالة نادرة من أكل البشر في تلك الفترة، حيث كان الناس يتصيدون بعضهم بعضاً في الطرقات لتناول الطعام نظراً لانعدام الأطعمة في الأسواق، حتى ظهرت حرفة متخصصة بصيد الإنسان.

انتبه الناس إلى نقص عددهم بشكل مستمر مما دعاهم إلى تحصين أنفسهم والمشي بشكل جماعي وحماية أنفسهم من الاختطاف بسبب الجوع ونقص الغذاء، لكنهم لجأوا إلى أكل جثث الموتى، ويروى أن الناس كانوا يتنافسون على شراء جثة المتوفى لأكلها وسط تلك الظروف المريرة.

انهيار اقتصادي

وحسب مصادر تاريخية فإن سعر بيضة الدجاجة الواحدة وصل إلى مستوى غير مسبوق من الارتفاع حيث كان يقدر بعشرات الأمتار من الأراضي الزراعية والممتلكات التجارية، والتي لم تعد لها أي قيمة بعد هذه المجاعة العظيمة.

نهاية الشدة المستنصرية

انتهت الشدّة المستنصرية بقدوم والي عكا "بدر بن عبد الله الجمالي" إلى مصر على رأس 100 سفينة بحرية، فضبط الأمن وأنهى اللصوصية التي كانت منتشرة بسبب الفقر والجوع والعوز.

قام بدر الجمالي بصيانة مجاري المياه في مصر ثم بدأ منسوب نهر النيل يعود إلى طبيعته المعتادة وعادت الحياة في مصر إلى طبيعتها، وقد حفظ المصريون صنيع "الجمالي" فقاموا بتسمية أحد الأحياء المصرية الشهيرة بحي "الجمالية" تخليداً لذكراه.

حسام الخوجه
بواسطة : حسام الخوجه
مهندس برمجيات، مدوّن ومستشار تعليمي.