املأ حياتك بالأهداف والطموحات بدلاً من الأمنيات

املأ حياتك بالأهداف والطموحات بدلاً من الأمنيات

تتميز لغتنا العربية بتعابيرها الواضحة والمتنوعة والتي توصل للقارئ معانٍ دقيقة للغاية، فمثلاً نحن نستخدم الأهداف والطموحات والأحلام والأمنيات كمصطلحات تدل على الأشياء التي نرغب بها، لكن في الوقت نفسه يوجد اختلاف كبير بين الأهداف وبين الأمنيات من جوانب عدة، املأ حياتك بالأهداف وابتعد عن الأمنيات.

يختلف الهدف في جوهره عن الأمنية لغوياً، فالهدف هو الحلم الذي يسعى صاحبه نحوه ويمتلك الإرادة والعزيمة لتحقيقه، بينما تكون الأمنية مجرد رغبة غير مقترنة بالإرادة أو السعي نحوها، ولهذا ورد مصطلح الأماني في القرآن الكريم لوصف أفعال المتقاعسين وأصحاب الآمال الزائفة، قال تعالى في سورة الحديد:

يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ.

تعتمد نظرية الإدارة بالأهداف في علم الإدارة على تجزئة الغاية الكبرى إلى مجموعة من الأهداف المصغرة وتحقيقها تباعاً، الهدف تلو الآخر وصولاً للنتيجة الكبرى والتي تسمى أحياناً الرؤية أو الخطة الاستراتيجية.

هكذا يمكن للمدراء والقادة تجزئة خططهم إلى مجموعة من الأهداف الصغيرة وتحقيقها تدريجياً، أما الجلوس والتأمل لوحدهما فلن يحققا الغاية الكبرى ولن يجعلانا نتجاوز الأهداف ونرفع سقف طموحاتنا.

املأ حياتك بالأهداف بدلاً من الأحلام

لابد للطالب الجامعي من استبدال الأمنيات بالأهداف، لا ينبغي الاكتفاء بالجلوس ووضع الأحلام بعيدة المدى ثم ترك الأمور تسير لوحدها، في معظم الأحيان يجلس الطالب ويبدأ بالتفكير بعيداً فيسافر في الزمن ويحلم بأنه قد دخل الجامعة وتخرج منها وبدء العمل وحقق نجاحاً مهنياً، ثم يستيقظ من غفلته فيكون الوقت قد ضاع من غير استفادة حقيقية.

التأمل البعيد جيد نوعاً ما لكنه غير كافٍ لتحقيق الغاية الكبرى وهي النجاح في امتحان الثانوية ثم الوصول إلى الجامعة والتخرج منها بمعدل جيد لمتابعة الدراسات العليا، يمكننا تسمية هذا بالخطة الحقيقية، وأما الحلم فيمكننا وصفه بالخطة الزائفة والتي قد تخدع صاحبها فتوهمه بأن قضاء الوقت الطويل في تفاصيلها سيجعله ناجحاً.

احرص أيها الطالب العزيز على الاستفادة من وقتك واغتنام فترة الشباب في تحقيق الإنجازات، حتى وإن كانت الظروف قاسية وقاهرة، مازال بإمكانك وضع الإنجازات البسيطة والأهداف المنطقية وتحقيقها بدلاً من إهدار وقتك بما لا ينفعك.

حسام الخوجه
بواسطة : حسام الخوجه
مهندس برمجيات، مدوّن ومستشار تعليمي.