كيفية اختيار التخصص الدراسي الأنسب

اختيار التخصص الدراسي

بعد النجاح في المرحلة الثانوية وحيازة شهادة الثانوية العامة، يبدأ الطالب رحلة القبول الجامعي ومحاولة اختيار التخصص الدراسي والمهني المناسب له، هذه المقالة نتحدث عن أفضل الطرق التي تساعدك في اختيار مسارك الأكاديمي.

تنقسم التخصصات الجامعية إلى نوعين، النوع الأول هو الأكاديمي كتخصصات الحقوق والاقتصاد والطب البشري والهندسة وجميع الكليات المتاحة العملية والنظرية في جامعاتنا الحكومية والخاصة، وأما التخصصات التطبيقية فيقصد بها التخصصات التي تهدف إلى تلبية سوق العمل بشكل مباشر وتعليم الطالب مهارات العمل بعيداً عن الجانب النظري المكثف، ومن الأمثلة على تلك التخصصات: الكليات التطبيقية في مجال المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والكهرباء والمعاهد التقانية والمتوسطة.

تتوزع رغبات الطلبة وفقاً لطريقة تفكيرهم، فمن الطلبة من يرغب بدراسة الطب ومنهم من يعشق العمل الهندسي أو القانوني، ومنهم من يحب الأعمال الإدارية، وللمساعدة في اختيار التخصص الدراسي الأنسب للطالب فإنه من المستحسن قراءة هذه المعايير، والتي قمت باقتراحها لأساعدك في عملية اختيار التخصص الجامعي.

اختيار التخصص الدراسي وفقاً للرغبة

لاشك أنه المعيار الأكثر أهمية على الإطلاق، فالرغبة هي العامل المحفز الوحيد القادر على جعلك تحقق الإنجازات، احرص على اختيار التخصص المناسب لشخصيتك، وليست الرغبة في عشق مسميات التخصصات والمراتب الاجتماعية، وإنما تتكون الرغبة لدى الطالب بعد الاطلاع على جميع التخصصات ورؤيتها في سوق العمل والتأمل العميق واستشارة العاملين في مختلف المجالات واستطلاع أحوالهم، ثم اختيار ما يناسبك من التخصصات، فقد تكون مفتوناً بتخصص علوم الحاسوب مثلاً ظناً منك أنه مرتبط بالعمل على برامج الجرافيك ديزاين، في حين أن برامج التصميم هي من اختصاص خريجي الفنون الجميلة، وهكذا تتشابه المسميات بشكل كبير، لذا ينبغي للطالب متابعة أهل التخصص ومشاهدة عدد كبير من الفيديوهات عن جميع التخصصات قبل البدء بتكوين وجهة نظر حول تخصص معين.

معيار متابعة الدراسة بعد التخرج

من المعايير المميزة التي أقترحها عليك، معيار متابعة الدراسة بعد التخرج وأعني هنا إمكانية تطوير شهادتك بعد إنهاء الدراسة الجامعية، فمثلاً تعد تخصصات الاقتصاد وعلوم الحاسوب رائجة جداً في مجال الدراسات العليا، فلا تكاد تخلو جامعة من ماجستير إدارة الأعمال MBA أو ماجستير تكنولوجيا المعلومات، في حين أن بعض التخصصات قد لا تتيح لك فرصة متابعة الماجستير إلا في نطاق ضيق، من تلك التخصصات مثلاً الآثار، والذي لا يتوفر له ماجستير إلا في الجامعات النظامية، فهو ليس متاحاً في التعليم الافتراضي أو المفتوح.. الخ.

بالنسبة للمعاهد فإن أفضل المعاهد هي المعاهد التي تتيح لك إكمال البكالوريوس بعد التخرج، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد المعهد التقاني للحاسوب يسمح للخريجين متابعة الدراسة الجامعية في الجامعات النظامية وكذلك في الجامعة الافتراضية السورية، ضمن تخصص تكنولوجيا المعلومات، وكذلك هو الحال بالنسبة للمعهد الإحصائي، حيث يقبل الطلبة خريجي المعهد الإحصائي في السنة الثالثة من بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات، كما أن المعاهد التجارية والمالية والمصرفية والإدارية تتيح للطالب متابعة البكالوريوس في الجامعة الافتراضية أو التعليم المفتوح أو الجامعات الخاصة، وهكذا فإن فرص هذه المعاهد كبيرة وقيمة للغاية، في حين أن بعض المعاهد الطبية والصحية لا تتيح المستوى نفسه من المرونة في مسألة متابعة البكالوريوس.

معيار التدريب المتاح

عليك الانتباه جيداً إلى التدريب المتاح في بلدك، يغلب على جميع البلدان العربية انتشار الدورات في مجالات الهندسة المعلوماتية والإعلام وإدارة الأعمال والمحاسبة واللغات الأجنبية، في حين لا نجد تدريباً قيماً في مجالات الهندسة الزلزالية مثلاً، وهذا ليس بسبب ضعف التخصص، بل إن هذا التخصص رائد ومميز لكنه لا يحظى بالشعبية نفسها في مراكز التدريب المهني، احرص على أن يكون التدريب المهني متوفراً لتخصصك كي تتمكن من تطوير نفسك ومهاراتك، نظراً لأن تعليم الجامعة هو تعليم أكاديمي نظري في معظم الأقطار العربية.

معيار الدول المستهدفة

لابد من أخذ الدول المستهدفة بعين الاعتبار، فإذا كنت راغباً في العمل ضمن دول مجلس التعاون الخليجي فإن الهندسة البترولية والتخصصات التربوية والطبية والهندسية بشكل عام تعد مطلوبة في تلك البلدان بشكل أكبر مما هو عليه بالنسبة لتخصص الحقوق، لا يعني هذا أن تخصص الحقوق غير مطلوب في الخليج، وإنما أقصد ان نسبة الطلب بالنسبة للهندسة والصحة والإدارة تكون أعلى بكثير من القانون.

في جميع الأحوال لا يمكن تحديد هذا المعيار بدقة نظراً لاختلاف رغباتك عبر الزمن، واختلاف وجهاتك والدول التي تريد العيش فيها، انتبه جيداً إلى بقية المعايير الأخرى.

معيار المنح الدراسية

يعد معيار المنح الدراسية معياراً مهماً بالنسبة للطلبة الراغبين بالدراسة في الخارج، وخصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد العربية، لهذا من المفيد اختيار التخصصات التي تحظى بالشعبية في مسابقات المنح الدراسية ومن بينها، الطب البشري، الهندسة المعلوماتية وعلوم الحاسوب، إدارة الأعمال، الاقتصاد، العلوم الصحية، التمريض، الهندسة المدنية والمعمارية وغير ذلك.

اختيار التخصص الدراسي

إن هذه المعايير تختلف باختلاف وجهات نظرنا للأمور، لكن ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو رغبتي في مساعدتك وتمهيد الطريق لك لاختيار التخصص الدراسي الأنسب والأكثر ملائمة لتطلعاتك ورغباتك، تذكر جيداً ان هناك مبدعين قد درسوا في معظم التخصصات وأبدعوا من خلالها على مستوى العالم، بما في ذلك الموسيقى والفلسفة والعلوم الإنسانية، وبالتالي فإن عدم حصولك على التخصص الذي ترغب به لا يعني نهاية النجاح وفشلك بشكل كامل، جرب أن تتلاءم مع الظروف وقم بإعداد الخطط البديلة لهذه الغاية.

حسام الخوجه
بواسطة : حسام الخوجه
مهندس برمجيات، مدوّن ومستشار تعليمي.