مع بداية المرحلة الجامعية الأولى في سورية، يجد الطالب نفسه في مقارنة بين منح الجامعات الخاصة والسنة التحضيرية للكليات الطبية، والتي تؤهل الطالب للدراسة في الجامعات الحكومية ضمن كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة.
منح الجامعات الخاصة هي عبارة عن منحة يمكن للطالب المقبول فيها أن يدرس في الجامعات الخاصة مجاناً، بموجب اتفاق بين وزارة التعليم العالي وبين الجامعات الخاصة يلزم كل جامعة بتقديم عدد من المقاعد المجانية في جميع التخصصات.
مقارنة منح الجامعات الخاصة والسنة التحضيرية
هنا يتردد الطالب في التسجيل على السنة التحضيرية والتي تعتبر خياراً خطراً وخصوصاً بالنسبة لأصحاب المعدلات المتدنية، حيث تنتهي السنة التحضيرية بدخول 90% من الطلبة إلى الكليات الطبية بينما يتم استبعاد 10% من الطلبة فيتوجه معظمهم نحو الكليات الأخرى البعيدة تماماً عن التخصصات الطبية.
فضلاً عن أن بعض الطلبة يتم فرزهم إلى كليات بعيدة عن محافظاتهم في حال لم يحصلوا على المجموع الكافي للدراسة ضمن المحافظة التي يعيشون فيها.
لهذا يأتي خيار التسجيل على مفاضلة منح الجامعات الخاصة بمثابة طوق النجاة للكثير من الطلبة فهو يبعدهم عن شبح الخوف والعيش لسنة كاملة بلا مستقبل مضمون، يختار كثير منهم التسجيل على تلك المنحة مما يرفع معدلات القبول في منح الجامعات الخاصة أيضاً فتكاد تقترب من معدلات القبول في السنة التحضيرية وتكون أعلى من السنة التحضيرية في بعض من الأحيان.
الاختيار بين منحة الجامعات الخاصة والسنة التحضيرية
في البداية على الطالب اكتشاف نفسه، ففي معظم الأحيان ينقسم الطلبة إلى نوعين، النوع الأول يكون قادراً على المواظبة والحصول على مجموع عالِ في جميع سنواته الدراسية خلال مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي.
بينما يكون النوع الآخر متخبطاً فيختلف مستواه في التحصيل العلمي بين سنة وأخرى، لا ينصح للطلبة من النوع الثاني بدخول السنة التحضيرية.
بعد ذلك وبعد أن يكتشف الطالب نفسه وقدراته، ينبغي عليه تحليل ظروفه إن كانت مناسبة للبدء بالسنة التحضيرية وإلا فإن المنحة في الجامعة الخاصة تعتبر خياراً استراتيجياً لا بأس به، وخصوصاً في ظل التطور الكبير الذي تشهده الجامعات الخاصة وانتزاعها للاعترافات الدولية من معظم العواصم الأوروبية والعالمية.
عامل المجموع في الثانوية
يلعب المجموع في المرحلة الثانوية دوراً كبيراً في تحديد قبول الطالب بعد نهاية السنة التحضيرية او استبعاده، فالطالب ذو المجموع الأقل غالباً ما يكون متضرراً في عملية الفرز حيث يسبقه في الترتيب الطلبة المتفوقين في المرحلة الثانوية.
هنا ينبغي على الطالب الذي حاز درجات تؤهله بالكاد لدخول السنة التحضيرية أن يتأمل جيداً في سيناريو الخروج والاستبعاد لاحقاً، وينصح لهذا الطالب بالتسجيل على مفاضلة منح الجامعات الخاصة لضمان القبول بلا مغامرات.
منح الجامعات الخاصة vs السنة التحضيرية
في معظم مقالاتي أتحدث باستمرار عن عدم وجود أي فارق من ناحية الاعتراف أو المستوى الأكاديمي بين الجامعات الحكومية والخاصة، إلا أن هنالك فارقاً بسيطاً قد لا أقوم بذكره أحياناً لعدم أهميته.
وهو أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تقوم بمعادلة شهادات بعض الجامعات الخاصة حالياً، إلا أن هذه الحالة لن تستمر إلى الأبد فالجامعات الخاصة باتت ذات اعتراف دولي في مختلف دول العالم المتقدم ولن يضرها تأخر اعتراف بعض الدول بها.
أحببت ذكر معظم الجوانب والاختلافات والفرص بين السنة التحضيرية وبين منح الجامعات الخاصة ليدرك الطالب ماله وما عليه قبل البدء بعملية التسجيل والمفاضلة على المقاعد المجانية، سواءً في الجامعات الحكومية أو الخاصة.
الدراسة في الجامعات الحكومية
- الدراسة مجانية بالكامل باستثناء القبول الموازي.
- القبول في الكليات الطبية يعتمد على معدل السنة التحضيرية ودرجات الثانوية.
- الاعتراف الكامل بالجامعات الحكومية في مجلس التعاون الخليجي وجميع دول العالم.
- الحصول على فرصة أكبر لدراسة الماجستير والدكتوراه.
- الحصول على شهادة حكومية.
- دراسة المناهج باللغة العربية.
الدراسة في منح الجامعات الخاصة
- الدراسة مجانية بالكامل في مدة الدراسة، ولكن حال رسوب الطالب في سنة من سنوات الدراسة فإنه ينبغي عليه دفع رسوم سنة واحدة عن كل سنة دراسية يرسب بها.
- القبول في الكليات الطبية يعتمد على درجات الثانوية فقط.
- الاعتراف بالجامعات الخاصة يشمل معظم دول العالم مع تأخر اعتراف دول مجلس التعاون الخليجي بها، إلا أنه تأخر روتيني لا ينبغي أن يكون مخيفاً.
- فرصة أقل من ناحية العدد لدراسة الماجستير والدكتوراه.
- دراسة المناهج الخاصة والتي يكون بعضها متفوقاً على المناهج الحكومية وبعضها الآخر متأخراً عن المناهج الحكومية، وذلك باختلاف مستوى الجامعة، وتعد اللغة الإنكليزية أساسية للدراسة في معظم الجامعات الخاصة.