إشكالية الاعتراف بالتعليم المفتوح في العالم العربي

يسأل كثير من الطلبة هذه الأيام عن الاعتراف بالتعليم المفتوح داخل وخارج البلاد ومدى جودة هذا التقييم وتقييمه الدولي ونظرة الجامعات الدولية له، سأحاول اليوم توضيح إشكالية الاعتراف بالتعليم المفتوح وأساعد الطالب الجامعي على فهم القضية تماماً.

إشكالية الاعتراف بالتعليم المفتوح في العالم العربي

في البداية لابد وأن ندرك أن التعليم المفتوح في سورية هو تعليم حكومي تم تأسيسه بموجب قرارات رسمية ويتبع للجامعات الحكومية الرئيسية مثل: جامعة دمشق، جامعة حلب، جامعة تشرين وغيرها، بمعنى أن الشهادة تكون صادرة عن الجامعات الرئيسية.

وقد تم إصدار مرسوم لمعادلة شهادات التعليم المفتوح داخل سورية وهي ليست بحاجة إلى أي ختم أو توثيق بعد التخرج، حيث يمكن للخريج البدء بالتقدم لطلبات الوظائف أو مفاضلة الدراسات العليا من غير مشاكل أبداً، هذا بالنسبة للاعتراف بالتعليم المفتوح داخل سورية.

الاعتراف بالتعليم المفتوح خارج سورية

أما في خارج سورية فإن الأمر مختلف قليلاً ومرتبط بالبلد الذي سيعترف بالتعليم المفتوح، السعودية والإمارات ولبنان والأردن لم تعترف حتى الآن بالدراسة عن بعد أو التعليم الإلكتروني الصادر عن جامعات أجنبية، بمعنى أن الإمارات مثلاً لا تعترف بشهادات التعليم المفتوح السورية والمصرية والليبية والجزائرية.. الخ، لكن في الوقت نفسه يوجد في الإمارات فرع للجامعة العربية المفتوحة والإمارات تعترف به.

إن الأمر مرتبط بالمسألة السيادية بين الدول وليس له علاقة بالتصنيف الدولي للجامعات نهائياً، ومن المحتمل أن تقوم الدول الخليجية قريباً بمعادلة شهادات التعليم المفتوح وخصوصاً بعد لجوء كثير من الجامعات الخليجية للتعليم الإلكتروني واكتشاف مدى أهميته وجودته.

الاعتراف بالتعليم المفتوح في أمريكا وأوروبا

بالنسبة للدول الأوروبية مثل المانيا والسويد وفرنسا والنرويج وهولندا فهي جميعاً تعترف بشهادات التعليم المفتوح وتساويها مع شهادات التعليم النظامي، ويمكن للخريج متابعة الدراسات العليا هناك بكل حرية وبشكل سلس، كما يمكنه التقدم للوظائف الرسمية.

تم الاعتراف بالتعليم المفتوح في الولايات المتحدة وكندا وعدد كبير من الدول من بينها الهند وماليزيا وأستراليا وقد قمت بالتواصل مع وزارات التعليم العالي في عدة دول حول العالم للتأكد من هذه المعلومات وصحتها.

يبقى الآن الإجابة على السؤال: هل التعليم المفتوح معترف به؟ وهنا أعتقد أن الطالب صار قادراً على الإجابة لوحده، فإن كان السؤال عن الاعتراف الداخلي فإن سورية تعترف بالتعليم المفتوح الصادر عن الجامعات السورية بشكل كامل.

وأما إن كان السؤال عن الاعتراف بالتعليم المفتوح خارج البلد فيجب هنا تحديد البلد ومعرفة إذا كان يعترف بالتعليم المفتوح أم لا، ويمكن الاستناد إلى المعلومات الواردة في المقالة كمرجع لأنني تحققت منها بنفسي خلال مراسلاتي للمؤسسات الأكاديمية حول العالم.

حسام الخوجه
بواسطة : حسام الخوجه
مهندس برمجيات، مدوّن ومستشار تعليمي.