أصحاب الكهف هم مجموعة شبان اختلفوا مع مجتمعهم بشكل فردي وغادروا بلادهم ولجأوا إلى كهف في أحد الجبال بحثاً عن الأمان والسلامة من انتقام الملك والمجتمع، نظراً لإيمانهم بالإله الواحد وكفرهم بالوثنية في زمن ديقيانوس.
في المسيحية يطلق عليهم اسم السبعة النائمون وفي الإسلام يدعون أهل الكهف، وقد اختلفت المصادر الإسلامية في عددهم، حتى أن القرآن الكريم دعا إلى عدم الجزم بعددهم على وجه اليقين والاكتفاء بالعبرة الواردة في قصتهم.
أصحاب الكهف في الإسلام
ظهر هؤلاء الشباب العقلاء بشكل مخالف لمجتمعهم في زمانهم ورفضوا العبادات الوثنية واختاروا الهجرة على البقاء في الوطن، وبعد قرارهم هذا ناموا في كهفهم ما يقارب 3 قرون متتالية، ووفقاً للقرآن الكريم فإن أجسادهم كانت تتقلب كي لا تتآكل وتهترئ مع الزمن، ثم استيقظوا بعد ذلك وخرج أحدهم ليشتري الطعام وهو يظن أن الزمن ما زال على حاله.
فوجئ الشاب بأن الزمن قد اختلف تماماً وأن العملة التي بين يديه مضى عليها مئات السنين وأن أولاده وأحفاده قد رحلوا عن العالم، بينما هو مازال شاباً في عمره الطبيعي، تم اكتشاف أمره إما بسبب النقود التي يحملها أو بسبب اختلاف هيئته وطريقة حواره.
يبدو أن أهل المدينة والشرطة أمسكوا بالشاب ولم يصدقوه في البداية، ثم طلبوا منه أن يذهب إلى الكهف مجدداً لمشاهدة أصدقائه وعندما وصلوا إلى هناك دخل الشاب ليخبر الأصدقاء بوصول الناس وبالقصة الغريبة التي عاشوها.
دخل الشاب ولم يخرج وطال انتظار الناس له في الخارج، وعندما دخلوا وجدوا أصحاب الكهف قد ماتوا بشكل نهائي لتنتهي بهذا قصتهم العجيبة وسط ذهول الجميع، ويروي القرآن أن كلباً كان برفقتهم أيضاً وأنه جلس في بوابة الكهف ليحرسهم.
ورد في بعض المصادر الإسلامية أسماء هؤلاء الشبان وقيل أنهم: مكسلمينا، مجسيميلنينا، تمليخا، مرطونس، كشطونس، بيرونس، ديموس، يطونس، قالوش، وفي بعض المصادر الأخرى وردت أسماؤهم على النحو التالي: مكسيميليانوس، أكساكوستوديانوس، باميليكيوس، مرتينيانوس، ديونيسيوس، أنطونينوس، قسطنطينوس.
أصحاب الكهف في المسيحية
وجاء في المسيحية أن الشاب مكسيميليانوس ورفاقه رفضوا تقديم الذائح للأوثان في الهياكل، وأنهم كانوا يقدمون قرباناً سرياً للإله الواحد ويمجدونه ويصلون له بشكل متواتر، مما جعل الإمبراطور يغضب منهم ويمنحهم فرصة أخيرة لإعادة النظر والتفكير جيداً بقرارهم الديني.
بعد تهديد الإمبراطور قرر الشباب التواري في أحد الكهوف للعبادة والصلاة وناموا، وقيل أن الإمبراطور بحث عنهم ووجدهم ثم أمر بإغلاق الكهف عليهم خنقاً لهم وجعلهم يموتون من نقص الهواء، وقيل أن شابين من جنود الإمبراطور نفذا هذا الفعل المشين ولكنهما كانا مؤمنين بالمسيحية سراً، ثم كتبوا أسماء الشبان على ألواح وتركوها هناك.
في زمن آخر وبعد مرور عشرات السنوات ظهر أشخاص يدعون أن الموتى لا يقوموا بعد الموت نهائياً، ولكن ظهور أصحاب الكهف ألغى مجدداً تلك الشائعة وجعل الناس يعودون إلى إيمانهم بالحياة بعد الموت.