مع انهيار أوضاع بلادنا الحبيبة ظهرت شريحة من الناس تدعو المجتمع إلى عدم التحلي بالإيجابية والاستسلام لليأس والإحباط، وذلك تحت ذريعة المثالية وأن الإنسان إذا تحلى بالأمل فإن هذا سيكون أمراً مبالغاً فيه وغير قابلٍ للتحقق، فما هو الفرق بين الإيجابية والمثالية المبالغ بها والتي يتفق الجميع على ضرورة عدم اعتباراً أسلوباً نموذجياً للحياة.
الفرق بين الإيجابية والمثالية
التفكير الإيجابي يدعو الإنسان للتحلي بالواقعية والمرونة في التعامل، فهو يدرك حجم المخاطر والدمار والمشكلات التي يعيشها، في حين أنه يتعامل معها بصدر رحب وبطريقة تسمى بالإيجابية، وتتلخص بتجنب الإحباط والابتعاد عنه قدر المستطاع.
لا ينكر الشخص الإيجابي الواقع ويدرك حجم المعاناة التي يعيشها، لكن في الوقت نفسه يسارع إلى إيجاد الطرق المناسبة للتعامل مع هذا الواقع مع عدم التركيز على المشكلة نفسها.
في حين أن التفكير المثالي هو تفكير غير ناضج يرى العالم جميلاً من غير عيوب، ولا يتعرض للمشكلة ولا يبحث عن الحلول، بل يتكلم بمنطق يرى فيه كل شيء حولنا سليماً ومشرقاً، وقد تدعو المثالية الناس للتخلص من أحزانهم ومشاعرهم رغماً عنهم فيتم منع الإنسان من حقه في الحزن أو الشكوى، وهنا تتلخص المشكلة.
لابد أن نتحلى جميعاً بالفكر الإيجابي ونبتعد عن السلبية والإحباط، من غير اتخاذنا للمثالية كأسلوب حياة، فالحياة ليست مثالية كما نرى وهي بحاجة للصبر والتحمل وفي الوقت نفسه، هي مليئة بالسعادة اليومية التي تخفف آلامنا وهمومنا.
قال تعالى: إن مع العسر يُسراً، إن مع العسر يُسراً.