كيفية الاختيار بين تخصصات كلية الاقتصاد

إن التخصصات الاقتصادية كثيرة ومتعددة للغاية، وهي متنوعة من ناحية المستقبل المهني بعد التخرج من الجامعة حيث تشمل الإدارة والتسويق والمحاسبة والمصارف والأسواق المالية والتأمينات ومختلف القطاعات التجارية، تعالوا اليوم أشرح لكم كيفية الاختيار بين تخصصات كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية.

كيفية الاختيار بين تخصصات كلية الاقتصاد

تختلف مسميات كلية الاقتصاد من بلد لآخر ومن جامعة لأخرى، ففي مصر يطلق عليها كلية التجارة بينما في الدول الخليجية والأوروبية يسمونها كلية إدارة الأعمال وهكذا، وتعد درجتا الإجازة في إدارة الأعمال والإجازة في الاقتصاد متعادلتان من الناحية الأكاديمية ويعد هذا مجرد اختلاف في التسميات.

لا علاقة لترتيب التخصصات الواردة أدناه بأهمية تخصص على حساب تخصص وإنما سأشرح نقاط القوة في كل تخصص بشكل منفصل، مما يساعد الطالب الجديد على اختيار التخصص المناسب لإمكانياته وطموحاته.

تخصص المحاسبة

يعد تخصص المحاسبة واحداً من أشهر تخصصات كلية الاقتصاد على الإطلاق، وهو أحد أقدم التخصصات الموجودة في الكلية ويدرس المحاسبة من جوانبها المختلفة، التجارية والزراعية والقانونية.. الخ، ويتطرق إلى تفاصيل كثيرة مرتبطة بالتدقيق المحاسبي.

يمكن للخريجين العمل بصفة محاسب مهني في مختلف أنواع الشركات، سواء كانت طبية أو هندسية أو خدمية.. الخ، حيث تحتاج معظم الشركات إلى المحاسبين والمدققين بشكل مستمر وهذه الميزة تعد من أقوى مزايا التخصص بشكل عام.

يستطيع خريج المحاسبة أن يتدرب في مكتب للمحاسبة القانونية ويحصل بعد سنتين على رخصة لمزاولة مهنة المحاسب القانوني وهو الشخص المسؤول عن السجلات المالية أمام المؤسسات الحكومية ومصلحة الضرائب.

يخاف الطلبة أحياناً من التسجيل ضمن تخصص المحاسبة لكثرة استخدام الرياضيات ضمن الأعمال المحاسبية اليومية، ولكن في الحقيقة إن الرياضيات التي يتم استخدامها في عالم المحاسبة مختلفة تماماً عن الرياضيات المدرسية وهي أسهل بكثير.

تخصص المصارف والتمويل

من تخصصات الاقتصاد المرغوبة والتي تشهد إقبالاً كبيراً من الطلبة الجدد، وتتضمن دراسته خطتين في الجامعات السورية: الأولى تعتني بدراسة المصارف والتمويل في حين أن الثانية تهتم بدراسة المصارف والتأمين.

يرغب الطلبة بدخول هذا التخصص لأنهم يجدونه أسهل قليلاً من تخصص المحاسبة، رغم أن هذه المعلومة غير دقيقة بشكل مطلق ولكن الأغلبية يفكرون بهذه الطريقة، وأنا أعتقد أن السبب الرئيسي للإقبال على تخصص المصارف هو انتعاش القطاع المصرفي في سورية وتسجيل جميع العاملين في المصارف ضمن التأمينات ومنحهم رواتب جيدة نسبياً، قياساً بغيرهم من الموظفين الإداريين.

لا أقول أن رواتبهم ممتازة في الوقت الراهن، ولكنها تبقى جيدة قياساً بزملائهم في الوظائف الحكومية والخاصة، كما أن الترقيات والمكافآت جيدة في هذا النوع من الوظائف الإدارية.

تخصص إدارة الأعمال

هذا التخصص هو الأكثر شمولية في المؤسسات حيث يعمل خريجو الإدارة في مؤسسات كثيرة ومهما كان نوعها فإنها ستبقى بحاجة للمدراء والموظفين الإداريين، وهو يضم تخصصات فرعية كثيرة من بينها: الإدارة التنفيذية، إدارة الأعمال الدولية، إدارة الموارد البشرية وإدارة العمليات وإدارة المؤسسات الإسلامية وغير ذلك.

يحصل الطالب على شهادة في إدارة الأعمال وقد تتضمن تخصصاً فرعياً، ولكن في معظم الجامعات الحكومية يحصل الطالب على إجازة في الاقتصاد ضمن تخصص إدارة الأعمال فقط.

من مزايا التخصص أنه مناسب للراغبين بالهجرة والعمل في الخارج، في حين أن تخصص المحاسبة صعب قليلاً عند الرغبة بالعمل به في الدول الأوروبية، لكن بالنسبة لدول الخليج العربي فإن لتخصص المحاسبة الأولوية بالنسبة للسوريين.

تخصص التسويق والتجارة الإلكترونية

من التخصصات الحديثة نسبياً وهو موجود في التعليم المفتوح ويرتبط بمجالات متعددة منها التسويق والعلاقات العامة والتجارة الإلكترونية، ويدرس فيه الطلبة علوم الإدارة والقليل من المحاسبة والتمويل.

يستطيع خريج هذا التخصص العمل في وظائف التخصصات الأخرى، ففي النهاية هو يحمل درجة الإجازة في الاقتصاد تخصص التسويق والتجارة الإلكترونية، والقانون السوري يسمح لجميع خريجي الاقتصاد بممارسة المهن الاقتصادية المختلفة.

يتيح هذا التخصص إمكانية العمل المستقل عن بعد والربح من الإنترنت وهو تخصص لا يحظى باهتمام كافِ في سورية، ورغم ذلك فهو من التخصصات الرائجة في أوروبا والولايات المتحدة، أنصحك بدراسته إن كنت غير راغب بدراسة المحاسبة والإدارة.

تخصص إدارة الموارد البشرية

من التخصصات اللامعة في سورية مؤخراً، وهو يهدف إلى تأهيل الخريجين ليكونوا مدراء للموارد البشرية في المؤسسات والمنشآت المختلفة، وهنا ينبغي توضيح مجال عمل إدارة الموارد البشرية.

تهتم إدارة الموارد البشرية بالموظفين من جوانب عدة، منها صرف الرواتب للموظفين ومعاقبتهم بالحسم المادي وتوجيههم أثناء العمل بالإضافة إلى رعايتهم وتدريبهم وتطوير مؤهلاتهم بشكل مستمر، وقد كانت قديماً تدعى إدارة شؤون الموظفين قبل أن يتم تغيير التسمية إلى إدارة الموارد البشرية وهو المصطلح الذي يرمز إلى اعتبار الإنسان مورداً من موارد المؤسسة.

من الجدير بالذكر أنه ينبغي التمييز بين إدارة الموارد البشرية ومصطلح التنمية البشرية، وهو المصطلح الذي يرمز إلى تطوير الذات وتحسين حياة الإنسان وهو بعيد تماماً عن مجالات العلوم والجامعات، حيث أن التنمية البشرية تهتم بالإنسان وتفكيره ومساعدته على تحليل القضايا وإيجاد الحلول لها، أحببت التوضيح لأن كثير من الطلبة الجدد يعتقدون أن دراسة الإجازة في إدارة الموارد البشرية هي نفسها التنمية البشرية المتعارف عليها في السوشال ميديا.

تخصص إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة

هذا التخصص موجود ضمن التعليم المفتوح في الجامعات الحكومية، وهو عبارة عن تخصص إدارة الأعمال مضافاً إليه بعض المقررات المتخصصة في إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولعل الفرق الرئيسي بين إدارة العمل وإدارة المشروع هو أن المشروع يخضع لجدول زمني وله بداية ونهاية محددة.

إن معظم الشركات السورية هي شركات صغيرة ومتوسطة، وبالتالي فإن خريج إدارة المشاريع قادر على العمل ضمن جميع الشركات على اختلاف أحجامها وتمويلها ونشاطها، وهو تخصص يعد بالكثير ومناسب للطلبة الذين يدرسون تخصصاً آخر في بقية الكليات.

تخصص الاقتصاد التطبيقي

من التخصصات التي تدمج بين العلوم الإدارية والعلوم السياسية، وهو يهتم بالاقتصاد من الجانب الحكومي ويدرس معايير تقييم مستوى دخل الفرد والتقدم الإنتاجي للدولة والإحصائيات والمؤشرات الكبرى التي تؤثر على حياة الشعوب.

إن هذا التخصص يؤهل الخريجين للعمل في المؤسسات الحكومية ومراكز الإحصاء والتحليل الاقتصادي والسياسي، وهو من التخصصات النادرة والتي لا تتوفر إلا في الجامعات الحكومية الرئيسية حالياً، ويتشابه مع بقية تخصصات الاقتصاد في أن الخريج قادر على ممارسة وظائف المحاسبة والإدارة والتسويق تماماً كبقية التخصصات وفقاً للقانون السوري الحالي.

رأي حسام الخوجه

إن كنت راغباً بالعمل في أوروبا فمن المستحسن أن تتخصص ضمن مجالات إدارة الأعمال والتسويق الإلكتروني نظراً لصعوبة العمل في مجال المحاسبة هناك والاحتياج إلى وجود لغة إنكليزية قوية جداً، وأما إن كنت راغباً بالسفر إلى دول الخليج العربي فمن الجيد جداً دراسة تخصصات المحاسبة أو المصارف والأفضلية في هذه الحالة لتخصص المحاسبة بلا شك.

ولكن إن كنت ترغب بالبقاء في سورية والعمل هناك فأنا أنصحك بتخصص المحاسبة نظراً لشموليته واتساع عدد وظائفه وكثرة إعلانات توظيف المحاسبين في المؤسسات السورية، وفي النهاية القرار يعود للطالب نفسه فهو من يحدد رغباته ومستوى طموحاته.

بصراحة شديدة إن معظم الشركات السورية حالياً تهتم بالمحاسبين بالدرجة الأولى وهم يتولون إدارة الموارد البشرية وإدارة العلاقات العامة ومختلف أصناف الإدارة وخصوصاً في الشركات العائلية والتي تغلب عليها الفوضى والقرارات العشوائية.

قد يرغب الطالب بتخصصات الإدارة والتسويق لرغبته بالتواصل مع الناس بدلاً من العمل مع السجلات المالية والمصرفية، وقد يرغب بالتخصص في مجال المصارف للحصول على وظيفة جيدة نسبياً، كل الخيارات مفتوحة ولكن يرجى أخذ جميع الملاحظات الواردة في هذه المقالة بعين الاعتبار قبل اختيارك تخصصك الدراسي.

حسام الخوجه
بواسطة : حسام الخوجه
مهندس برمجيات، مدوّن ومستشار تعليمي.