هذا الكتاب من تأليف فهد عامر الأحمدي وهو كاتب سعودي له مقالات منشورة في صحيفة الرياض، ولد في العام 1991 وبدأ مسيرته المهنية مع جريدة المدينة، يتألف الكتاب من مجموعة مقالات مترابطة مع بعضها صاغها الكاتب بأسلوب جميل وقد وجدته مفيداً للطالب الباحث عن التحفيز والنشاط خلال مسيرته الدراسية.
خطتك في الحياة
يجب على كل إنسان أن يخطط جيداً ويضع خطة مناسبة له في الحياة وإلا فإن غياب الخطة سيؤدي بشكل مباشر إلى ضياع الإنسان وذهابه نحو المجهول، وإن سر النجاح لأي إنسان هو في وضوح الهدف والمرونة في تنفيذه.
إن أحد أهم أسباب فشلنا في الحياة هو الانصراف عن التفكير بأنفسنا وما يجري بداخلنا والتركيز على البيئة المحيطة وكل العوالم الأخرى، ولعل أفضل طريقة للعودة إلى التفكير بأنفسنا هي في العودة نحو الطفولة واستعادة كل ما هو أصيل فينا.
يرى الكتاب أن حجم الحلم يلعب دوراً كبيراً في تحديد النتائج، فإن كان الحلم صغيراً فإن النتيجة سوف تكون صغيرة أو تافهة، وإن كانت أحلامنا كبيرة مع السعي نحوها بجد وإصرار فإن النتائج غالباً ستكون كبيرة أو متوسطة على أقل تقدير.
من الجيد أن نتوقف عن التفكير بأنفسنا بشكل سلبي فما نحتاجه اليوم هو التخلص من السلبيات وليس زيادة الإيجابيات، وهذا الفهم سيوصل الإنسان لاحقاً إلى تفادي كل المشكلات التي تواجهه وتقليل أضرارها السلبية.
إن طريقة تعاملنا مع الناس هي من تحدد ردود أفعالهم تجاهنا، ولتطبيق هذه الفكرة على الواقع علينا أن نفكر في ردود أفعالنا تجاه الآخرين، فإن تم التعامل معنا بإيجابية فنحن بالتأكيد سنرد على الآخرين بإيجابية مماثلة، وهكذا يتصرف الآخر عندما نتعامل نحن معه.
الذكاء ليس وراثياً فحسب
من أهم الأشياء التي طرحها الكتاب أن الذكاء لا يكون نتيجة العوامل الوراثية فحسب، وإنما يمكن اكتساب مهارات الذكاء وتطبيق الحلول الذكية خلال تعاملنا مع المواقف المختلفة وخبرة الحياة، وأن الأشخاص الأغبياء هم من يكررون أخطاءهم بشكل دائم، في حين أن الأذكياء يخطئون مرة واحدة ثم يتعلمون بعد ذلك من الأخطاء التي ارتكبوها سابقاً.
نظرية الفستق في النجاح
لا يقاس النجاح بالكمية وإنما بالكيفية، علينا أن ندرك أن النجاح لا يحتاج إلى اتخاذ قرارات كبرى أحياناً وإنما هو وليد تغيير العادات الصغيرة التي نمارسها من غير انتباه، وللتخلص من الأخطاء الكبيرة علينا أن نتجنب العادات السلبية الصغيرة المسببة لحدوثها.
إن المواظبة على عادة إيجابية واحدة لمدة عامين مثلاً قد يكون لها الأثر الكبير في حياتنا وقد تتسبب بتحقيق أهدافنا بشكل سريع للغاية، بل إنها قد تؤدي إلى تحقيق المزيد من الأهداف التي لم نكن نتوقع تحقيقها.
كن أنت ولا تكن غيرك
على الإنسان أن يكتشف ذاته وأن يتصرف مع نفسه بصدق خلافاً للنظرة التي يراه المجتمع من خلالها، لا يمكننا منع الناس عن التسبب بالأذى لشخصيتنا ولكن يمكننا منع تأثيرهم علينا، فالناس في الحقيقة عند أي نقاش لا يسعون إلى إثبات الحقيقة وإنما هدفهم الرئيسي هو تقديم فكرتهم بطريقة تثبت الحقيقة التي يؤمنون بها.
في حال كنت قارئاً لا تقرأ إلا للكتّاب الذين تحبهم ولا تناقش إلا الأشخاص الذين تتفق معهم، ففي هذه الحالة لن تضيف شيئاً لحياتك الفكرية، حيث أن مجرد الاستماع لرأي مختلف سيؤدي إلى نمو أفكارك بينما الاستماع للآراء المطابقة لرأيك فقط ستؤدي إلى إلغاء عقلك تدريجياً وحرمانه من بقية الاحتمالات.
أكثر من الأسئلة وقلل من التساؤلات
فكرة غريبة طرحها الكاتب في هذا الكتاب حيث رأى أن السؤال هو استفسار علني لمعرفة الجواب، بينما يكون التساؤل هو بحث متكامل للوصول إلى حقيقة الفكرة ذاتياً بعد سماع الكثير من الأجوبة، وقد يستغرق التساؤل منا طيلة حياتنا.
لهذا السبب على الإنسان أن يقلل من الأسئلة وأن يكثر من التساؤلات، حيث تعيش أدمغتنا صراعاً دائماً وعلينا أن نضيف لها الأجوبة، وإلا فإن المجتمع سيضيف أجوبته إلى عقولنا من غير تدخل منا.
إن أكثر الناس حماقة من لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، هذه حكمة قديمة اشتهرت في أزمنة سابقة والقليل فقط من البشر هو من يعرف الحقيقة في نفسه ويدرك حجم معلوماته وضحالتها، والمشكلة الكبرى هي حين يختلط الجهل مع التزمت وعندها يخرج الإنسان الذي لا يدري ولا يريد أن يدري بأنه لا يدري.
حل المشكلات واستخدام الطرق الممكنة
إن المشكلات هي كالمكعبات لها أوجه عديدة ويجب على الإنسان معرفة أوجهها من زوايا مختلفة، ولعل كتابة الأفكار وسيلة ناجحة لحفظ الأفكار والمساهمة في تحسينها وتطويرها، لأن الإنسان يفكر بطريقة مستقيمة متوازية ولكن عندما يكتب أفكاره على الورق فإن الورقة تأخذه في اتجاهات متفرعة وتسمح له بإضافة المزيد والمزيد من الخرائط.
الاهتمام بالفعالية بدلاً من الجهد الكبير
يقصد بالفعالية هنا إنجاز المهمات الكثيرة بأقل جهد ممكن، ولهذا فالإنسان دائماً بحاجة لرفع الفعالية وذلك يكون بالتخلص من العادات السلبية التي تتطلب جهداً كبيراً ولا تحقق إلا مكاسب قليلة وضعيفة.
على الإنسان أن يهتم بزيادة سرعة الإنجازات والتقليل من خطوات العمل، صحيح أن العجلة من الشيطان لكن السرعة ليست منه وهي مطلوبة وهي مؤشر النجاح الحقيقي، السرعة مفهوم يختلف في جوهره عن التعجل وأما التعجل فهو صفة الفاشلين.
ليس من المعيب أن يمتلك الإنسان رأياً خاطئاً ولكن العيب هو في عدم قبول التغيير والتفاهم وامتلاك عقل جامد لا يقبل أي نقاش أو حوار، وإن أفضل صفة يكتسبها الإنسان في حياته هي قابلية التعليم وقبول الرأي الآخر.
تعرف على أفضل مهنة في العالم
إن المهنة الأفضل في العالم هي الهواية التي تحبها، وترغب بالعمل بها وبعد ذلك تحقيق الكسب والأرباح من خلالها، وإن صفة المدير هي السؤال عن سبب فعلك للأشياء، بينما يهتم القائد بالسؤال عن سبب عدم فعلك للأشياء.
- المدير يسألك لماذا فعلت ذلك؟
- القائد يسألك لماذا لم تفعل ذلك؟
قل لا بهدوء
عليك أن تتعلم كيف تقول لا، لأن موافقتك على كل شيء تنتهي بقبولك للمهمات الكثيرة ومحاسبتك على كل شيء، لا ترفض الأوامر برعونة وكن دبلوماسياً في التعامل مع الحالات التي ترفضها واستخدم اللباقة والذوق، وفي الوقت نفسه لا تقبل بكل شيء يطلب منك.
الكتاب يركز على معرفة الذات وتطويرها ويوضح المفاهيم الحساسة التي قد تخفى عن البعض، كسب المعرفة أمر في غاية الحساسية وهو أمر ضروري للغاية، وقد وجدت من المفيد عرض هذا الملخص والذي يتناسب مع فهمي كقارئ بسيط لمقاصد الكاتب ومحتوى الكتاب.