بعد حفل التخرج يبدأ الطالب بالتخطيط لمرحلة جديدة في حياته الدراسية وهي مرحلة الدراسات العليا، في هذه التدوينة أحاول إطلاعك على الفائدة من دراسة الماجستير والدكتوراه في حياتك المهنية والعلمية.
1- الانتقال من العمل التنفيذي إلى البحثي
بعد الحصول على قبول في مرحلة الماجستير يكون الطالب قد وضع قدمه الأولى في طريق العمل البحثي، حيث يمكن لحامل درجة الماجستير أن يعمل كمساعد باحث في المؤسسات العلمية.
إن العمل البحثي يختلف عن بقية الأعمال كونه يركز على ابتكار الحلول وتطوير العلوم والارتقاء بها، في حين أن العمل التنفيذي يركز على تخديم المؤسسات وتقديم الخدمات.
يرجى الانتباه إلى أن درجات الماجستير تختلف فيما بينها، منها ماجستيرات التأهيل والتخصص والتي تركز على الجانب المهني الاحترافي أكثر من الجوانب البحثية، ومنها ماجستير الدراسات العليا والذي يعتني بالفلسفة العلمية وتطوير الأبحاث.
2- الحصول على ترقية وظيفية
لاشك أن حيازة شهادة الماجستير تمكن حاملها من الارتقاء وظيفياً والحصول على رتبة رئيس دائرة فما فوق، حيث يبدأ حامل شهادة البكالوريوس عادةً بوظيفة مساعد رئيس شعبة ويتدرج في المناصب الوظيفية.
تعد شهادة الدكتوراه إحدى أكثر الشهادات طلباً من قبل الطلاب، حيث تؤهل حاملها للعمل في مجالات التدريس الجامعي وقيادة مراكز الأبحاث والمناصب الحكومية والخاصة.
3- زيادة سنوات الخبرة في الاختصاص
إن قضاء الوقت في دراسة الماجستير لمدة عاميين دراسيين، يغني الخريج عن 5 سنوات من الخبرة في معظم الشركات الدولية، حيث تستثني الشركات شرط الخبرة للحاصلين على درجة الماجستير في الاختصاص المطلوب.
كما أن الجامعات الدولية تستثني شرط الخبرة في المنح الدراسية، إن كان المرشح للمنحة حاملاً لدرجة الماجستير أو الدكتوراه، يمكن اعتبار هذا ميزة جيدة للقبول في المنح الدراسية التي تشترط وجود الخبرة.
4- فرصة لحضور المؤتمرات والندوات
يحصل الخريج الحاصل على درجة الدكتوراه على فرصة أكبر من غيره في حضور الأبحاث والندوات الدولية المرتبطة باختصاصه الجامعي، ويكون هذا استثناءً لهم حيث لا يتم طلب الكثير من حاملي الماجستير ودعوتهم إلى المحافل الأكاديمية.
5- مهمات إضافية
إن الفائدة من الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه لا تنحصر في المجالات آنفة الذكر، وإنما يكون لحاملها امتيازات متعددة، فعلى سبيل المثال قد يحصل أساتذة الجامعات على قروض ميسرة من المصارف.
وقد تتيح الحكومات لحملة الدكتوراه المشاركة في التشكيلات الوزارية بنسبة أكبر من غيرهم، بينما يمكن للحاصلين على شهادات الدراسات العليا أن يحصلوا على رتبة أعلى في الجيوش العسكرية.
من المهم جداً الوعي بأن حامل شهادة الدراسات العليا ليس أكثر كفاءة من حامل البكالوريوس بالضرورة، فقد يتغلب خريج البكالوريوس الممتلك للخبرة التطبيقية على خريج الدراسات العليا في بعض الأحيان.
يضاف إلى هذه المزايا إمكانية تعيين حملة الماجستير والدكتوراه في مراكز البحوث العلمية والأدبية، والسماح لحملة الدكتوراه الحاصلين على خبرة 10 سنوات بتأليف المناهج الجامعية والحصول على لقب أستاذ دكتور لمقرر جامعي واحد أو أكثر.
لكن يبقى للدراسات العليا قدرها ومكانتها العلمية، كونها تثبت تأصيل كفاءة الطالب وتدل على المزيد من الخبرة النظرية والفلسفية في مجال الاختصاص، كما أنها تعزز مهارات البحث العلمي.