لابد وأن يخضع المحتوى المنشور في عالم الصحافة إلى معايير النشر العامة، وسواء كان النص الصحفي مبتدئاً أم احترافياً فإنه سيحقق بعضاً من معايير النشر في عالم الصحافة وفي هذه السطور ستجد بعضاً من هذه المعايير للاستفادة منها خلال صناعة المحتوى.
المعلومات الخدمية
يمكننا اعتبار المعلومات الخدمية مادة رئيسية في عالم الصحافة الحديثة، حيث ظهرت صفحات الخدمات في الصحف المطبوعة ثم الإلكترونية، ويوجد اليوم بعض الصحف التي تخصصت في مجال الخدمات، يشمل هذا الإجابة على السؤال: كيف، وتعليم القارئ كيفية الوصول إلى الهدف الذي يريده، ومن الأمثلة على ذلك: كيفية تثبيت نظام التشغيل ويندوز، كيفية العمل عبر الإنترنت، كيفية إعداد وجبة طعام قليلة السعرات الحرارية وغير ذلك.
المحتوى الخدمي ضمن الأولويات
إن المحتوى الخدمي مطلوب بشدة في عالمنا المعاصر ولهذا تتهافت وسائل الإعلام الحديثة على تلبية تطلعات الجماهير وتقديم ما يلزمها من المعلومات الخدمية، وخصوصاً في الصحافة الإلكترونية حيث يهتم المحرر بمسك الكلمات المفتاحية والوصول إلى عناكب البحث من خلال كتابة المعلومات التي يبحث عنها الناس بشكل متكرر.
الأشياء غير المألوفة
إن ذهبت إلى عملك اليومي فلن يهتم أحد لذلك ولن تتحرك الصحافة وأدواتها لتغطية الخبر، ولكن إن ذهبت إلى عملك وأنت تمشي على يديك فإن هذا يعد مادة مهمة جداً للصحافيين، وهكذا نفهم أن الأشياء غير المألوفة مطلوبة على موائد الصحف والوسائل الإعلامية.
يُستفاد من الأشياء غير المألوفة في لفت أنظار الجمهور للنقر على خبر إلكتروني أو لشراء صحيفة مطبوعة أو لمشاهدة إعلان بصيغة الفيديو، ولكن من المستبعد الاستفادة منها في كسب الزيارات والوصول إلى القراء الجدد عن طريق البحث.
القرب من الجمهور
ينبغي أن يكون المحتوى الصحفي قريباً من الناس واهتماماتهم، فعلى سبيل المثال يكون الحديث عن قانون العمل في البلد أكثر أهمية من الحديث عن استصلاح الأراضي الزراعية لأن الجمهور نادراً ما يهتم للقضايا التي لا تلامس حياته اليومية.
تُركز وسائل الإعلام على الأخبار المرتبطة بالدخل وأسعار السلع والعملات الأجنبية للوصول إلى شرائح أكبر من الجمهور المحلي، وهكذا يحصل نوع من الإدمان على المتابعة وتكسب المؤسسات جمهوراً مخلصاً متابعاً لما تنشره بشكل شبه دائم.
نجومية الأفراد والأحداث
إن نجوم التلفزيون والسينما ومشاهير السوشال ميديا المؤثرين هم بلا شك محل اهتمام الصحافة، ويمكن القول أن تناول أخبارهم اليومية وتفاصيلها يعد بمثابة إعلان مجاني للمؤسسة الصحفية، وخصوصاً إن حصل اتصال مباشر ما بين الشخصية ذات النجومية والمؤسسة.
كما أن نجومية الأحداث لا تقل أهمية عن نجومية الأفراد، فالحديث عن حدث شائع "تريند" هو أمر في غاية الأهمية لجعل الجمهور مهتماً بالوسيلة الإعلامية، كما أن هذا قد يؤدي إلى تحول الجمهور إلى مسوقين مجانيين لإعادة نشر المحتوى والوصول إلى شرائح أوسع من الناس.
الكوارث والحوادث
للأسف، إن الكوارث تعد معياراً مفضلاً من معايير الصحافة في هذه الأيام، نظراً لإقبال الناس عليها ومتابعتها أكثر من أي شيء آخر، وللأمر صلة بعلم النفس وشغف الناس بالأخبار السيئة والكارثية، ولهذا تهتم وسائل الإعلام بالكوارث والحوادث وتُخصص فقرة ثابتة لها.
المحتوى الجديد
لابد وأن يكون المحتوى جديداً وإلا فهو لن يحقق النجاح المطلوب، ويُقصد بالمحتوى الجديد هنا إعادة تناول المادة الإعلامية من زوايا مختلفة وبأسلوب حصري يجعل القارئ يرى شيئاً مختلفاً، كأن يتم التعليق على خطاب الرئيس الأمريكي وتحليله عبر التلفزيون أو كتابة مقال نقدي يتناول جزئية معينة وردت ضمن الخطاب.
مع دخول الصحافة الإلكترونية يبدو أننا نودع فكرة المحتوى الحصري إلى الأبد، نظراً لكثرة المواقع والمدونات وقنوات اليوتيوب التي تكون على أهبة الاستعداد لنشر الأخبار بشكل آني، ومن النادر جداً أن نستطيع الاحتفاظ بخبر معين لأنفسنا ومن المؤكد أن العشرات أو المئات من الوسائل الأخرى تسعى للحصول عليه والاستفادة من نشره بأشكال مختلفة.
الترفيه | معايير النشر في الصحافة
ظهر المحتوى الترفيهي في عالم الصحافة مؤخراً مع ظهور الصحف اليومية ثم الإذاعة، ثم ازداد بشكل كبير مع انتشار التلفزيون والبرامج الساخرة والترفيهية التي حصدت استحسان ومتابعة الملايين، مما جعل الترفيه مادة رئيسية في جميع المؤسسات، بل إن بعض المنشآت الإعلامية تخصصت بالمحتوى الترفيهي وحققت نجومية فريدة خلال وقتٍ قصير.
معايير النشر في الصحافة كثيرة جداً
إن معايير النشر في عالم الصحافة كثيرة وتكاد أن تكون غير نهائية، وهي محل اختلاف بين الصحافيين عموماً، ولهذا فمن المستحيل طرحها كلها في مقالة واحدة، لكنني اخترت لكم أفضل هذه المعايير اعتماداً على كتاب التحرير الصحافي - دليل عملي، لمؤلفه الدكتور أحمد زين الدين، مع طرح الأمثلة العملية القيمة التي تفيد المبتدئين في هذه المهنة وتغني ثقافة المحترفين أيضاً.
احرص على أن تحقق مقالتك معياراً أو أكثر
عند كتابة مقالة جديدة لابد من التأمل جيداً في عدد المعايير التي تحققها هذه المقالة، وكلما ازدادت المعايير التي تندرج ضمنها كلما كانت أكثر نجاحاً وتميزاً، في الحقيقة إن أردنا التأمل في الصحافة العربية فإننا سنجد أن معظمها لا يحقق أي معايير ويعتمد على الفوضى ونثر الكلام على سجيته، وللوصول إلى وسيلة إعلامية ناجحة تحقق دخلاً جيداً وانتشاراً واسعاً من الضروري جداً تدريب الكوادر الصحفية على هذه المعايير وتحسينها مع مرور الوقت.