مع بدء القبول الجامعي يحاول الطالب أن يسجل في الجامعة ليتابع تعليمه ويحصل على درجة البكالوريوس الجامعي التي تؤهله لدخول سوق العمل ، لكن فوضى الألقاب المنتشرة قد تدفعه لتجنب التخصصات التي يحبها واختيار تخصصات بديلة لا يعرف عنها شيئاً.
فوضى الألقاب في حياة الطالب
عندما كنا أطفالاً ، من المؤكد أننا سمعنا العبارة الشهيرة من الأمهات: أريدك أن تصبح طبيباً ، أو مهندساً ، أو محامياً على أقل تقدير ، وتأتي هذه العبارات على سبيل التحفيز والتوجيه والتشجيع للطفل ، في حين أن آثارها قد تدمر مستقبل الإنسان.
كن طبيباً أو مهندساً أو محامياً!
إن هذه العبارة تدفع الطالب للتفكير في تخصصات محددة وتجاهل تخصصات كثيرة قد يكون لها مراتب اجتماعية ومهنية مميزة أيضاً ، ولهذا فإن آلاف الطلبة يركزون على القبول في هذه التخصصات حتى وإن لم تكن متناسبة مع مهاراتهم الشخصية.
وبالإضافة إلى دور الأهل السلبي في هذا القرار ، يأتي دور المجتمع واعتبار هذه التخصصات طريقاً للخلاص والنجاة من الفقر واكتساب المال بلا مخاطرة.
علاج مشكلة الألقاب والمسميات
لمساعدة الطالب في مواجهة فوضى الألقاب والمسميات الوظيفية ولمحاولة إنقاذه من التشتت ، نحن بحاجة إلى دعم إعلامي وتوجه رسمي لدعم بقية التخصصات المهملة والتي قد لا تحظى بالشعبية الكافية.
يتمثل الدور الإعلامي بتشجيع صناع الدراما على تقديم بقية التخصصات بمظهر لائق ، ثم دعم الخريجين من بقية التخصصات وتوظيفهم وتمكينهم وتوقير هؤلاء الخريجين ومنحهم شهادات نقابية لائقة.
أما على المستوى الفردي فنحن بحاجة لإقناع الطالب بفكرة جديدة ، وهي أن لجميع التخصصات ألقاب ومسميات مرموقة.
كيفية التخلص من فوضى الألقاب
إن الاهتمام الحكومي والاجتماعي وسعي الطالب وفهمه لمجالات عمل جميع التخصصات، كلها عوامل إيجابية ستؤدي بالتأكيد إلى تراجع ظاهرة "كليات القمة" وتكافؤ الكليات الجامعية مع بعضها وفقاً لأهميتها في سوق العمل.
أمثلة عملية توجيهية
عند إرشاد الطالب لدراسة تخصص الإعلام ينبغي أن نوضح له أن خريجي كليات الإعلام يصبحون صحفيين وإعلاميين وصناع محتوى واختصاصيي مونتاج وجرافيك ديزاين.. الخ، إن جميع هذه المهن وغيرها تأتي مع درجة البكالوريوس في الإعلام.
علينا أن نخبر خريج الاقتصاد والإدارة أنه قادر على العمل بمسميات وظيفية ممتازة ثم الحصول على تراخيص مهنية مرموقة، من بينها شهادة المحاسب القانوني، تدريب المصرفي المعتمد، مستشار الأعمال، اختصاصي الجودة، مدير المشاريع المحترف.. الخ.
أما بالنسبة لخريج كلية الآداب فهو قد يكون الخريج معلماً أو كاتباً أو متخصصاً في الأرصاد الجوية أو النقد الأدبي أو التاريخ والحضارات. وبالمثل فإن الألقاب المهنية تنطبق على خريجي كليات العلوم والحقوق والشريعة والفنون وجميع الكليات الأخرى.