التفكير الزائد بالدراسة والمستقبل المهني

 كثيراً ما نسمع أن هذا الجيل هو جيل الإهمال والفوضى وعدم التعلم، يتم استخدام هذه المصطلحات لوصف الجيل الجديد بأسلوب التعميم إلا أن هذا ليس دقيقاً في الحقيقة، فأنا أصادف يومياً شباباً وشابات لديهم مشكلة معاكسة للإهمال ألا وهي التفكير الزائد بالدراسة والمستقبل المهني.

التفكير الزائد بالدراسة والمستقبل المهني

التفكير الزائد مشكلة حقيقية للطالب

من الممكن أن يؤدي التفكير الزائد بالدراسة والمستقبل المهني إلى إهمال الطالب لدروسه وانشغاله بالتخطيط المستمر ليلاً ونهاراً، هذه حالة شائعة ومن الضروري أن يقلص الطالب عدد ساعات التأمل والتخطيط وأن يسخرها للتعلم التطبيقي وامتلاك الخبرات.

إن كثرة التخطيط من غير تنفيذ هذه الخطط هو بمثابة الأمنيات، فالأمنية هي كل ما يحلم به الإنسان ويريده، لكن الأمنية تتحول إلى هدف عندما يبدأ الإنسان بالعمل والتعلم والسعي لتحقيقها.

لا تفكر بالماضي

لا ترهق نفسك بالتفكير بالماضي وخياراتك السابقة، الزمن الماضي لن يعود ومن المستحسن أن تخطط للمستقبل وفقاً لإمكانياتك المتاحة حالياً كما يجب أن تضع خطة جيدة للوصول إلى هذا المستقبل.

لا تقيم نفسك بشكل مثالي

يقول أحمد الشقيري: ليس ممكناً الوصول للكمال لكن يجب عليك السعي لتحقيقه، في هذه المقولة حكمة بليغة فنحن نسعى دائماً للكمال رغم أننا نعلم أن الوصول إليه مستحيل، لهذا لا ترهق نفسك بالمقارنة مع الآخرين والبحث عن الكمال البشري الأسطوري.

بعض الطلاب يفكر بالانسحاب من الامتحانات بعد تقديم امتحان المادة الأولى، ويرجع ذلك إلى رغبته بالكمال المستحيل فإما أن يحصد الدرجات العليا أو أن ينسحب ويلجأ للرسوب كحل بديل.

أبعد الحزن عن نفسك

لا تحزن، هذه العبارة هي جزء من آية كريمة وهي عنوان لكتاب شهير أيضاً فما سرها؟ إن الحزن قرار وعندما يتمكن الإنسان من اتخاذ القرار بأن يكون سعيداً، عندها سوف يكون قادراً على النجاح والتخلص من الشرود والتشتت.

قلل واجباتك وركز في مجالك الرئيسي

إن وجدت نفسك مسجلاً في أكثر من دورة تدريبية، وإن كنت تقرأ عدة كتب في وقت واحد، وإن كنت تتعلم مهنتين أو ثلاثة معاً وتجد نفسك غير قادر على جمع هذه الأشياء كلها مع بعضها، فمن المستحسن أن تعطي الأولوية للمهنة الأولى وللكتاب الأول وللجامعة الأولى وللدورة الأكثر أهمية في سوق العمل.

بعد ذلك يمكنك متابعة ما تريده من أنشطة وممارسات، حيث أن كثرة الواجبات قد تؤدي إلى إحباط الطالب وقد ينشغل الطالب بالتعلم عن التعلم أيضاً، فلا يصل إلى أي نتيجة في النهاية.

التفكير الزائد يؤدي لإهمال الواجبات

كن واثقاً أن كثرة المهمات قد تؤدي للتشتت وتجعلك راغباً بالكسل والتوقف عن التعلم، رغم أن بعض الطلاب يعتقدون أن العكس هو الصحيح، لهذا احرص على تنظيم حياتك الدراسية والمهنية وضع الأهداف المكتوبة والمحددة بجداول زمنية واضحة.

إن الأهداف المكتوبة والمحددة زمنياً هي الأكثر احتمالية لتحقيقها وإنجازها، جرب أن تفعل هذا ولاحظ الفرق سريعاً.

حسام الخوجه
بواسطة : حسام الخوجه
مهندس برمجيات، مدوّن ومستشار تعليمي.