اللغات الأجنبية الأكثر أهمية بالنسبة للطالب السوري

 أعددت لكم قائمة تشمل اللغات الأجنبية الأكثر أهمية بالنسبة للطالب السوري، والهدف منها هو إطلاع الطالب الجديد على اللغات التي قد يحتاجها للحصول على منحة دراسية أو عقد للعمل خارج سوريا.

اللغات الأجنبية الأكثر أهمية بالنسبة للطالب السوري

إليكم القائمة وأرجو أن تستفيدوا من المعلومات:

اللغة الإنكليزية دائماً في الصدارة

تعد اللغة الإنكليزية أفضل اللغات على الإطلاق بالنسبة للمنح الدراسية وفرص العمل في الخارج. حيث أن معظم السوريين -من ناحية العدد- يعملون في دول الخليج ولبنان والأردن باستخدام اللغة الإنجليزية.

من المعلوم أن كثافة السوريين في الخارج تتركز في أوروبا وتركيا، لكن وبالرغم من ذلك، فإن تفرق اللغات الأوروبية يجعل من اللغة الإنكليزية أكثر استخداماً من جميع تلك اللغات.

حيث أن 6 دول خليجية ومعهم لبنان والأردن يشترطون إتقان اللغة الإنكليزية للعمل في الوظائف المرموقة.

لا ننسى أن اللغة الإنجليزية هي أقوى لغة من ناحية المصادر التدريبية عبر الإنترنت، فجميع المنصات التعليمية القوية توفر دوراتها بالإنكليزية مع وجود ترجمة للعربية في بعض الأحيان.

يضاف إلى ذلك أن الإنكليزية هي الأكثر شرحاً عبر قنوات تعليم اللغات على يوتيوب، كما أن الطالب السوري يتعلمها في المدرسة مما يجعل بعض طلابنا يتقنون المستوى B1 من هذه اللغة، مع أن معظمهم قد توقفوا عند المستوى A2 فعلياً.

لهذه الأسباب مجتمعة اخترت اللغة الإنكليزية كأفضل لغة للمنح الدراسية والبعثات والعمل في الخارج. حتى أن نسبة لا بأس بها من فرص الدراسة في المانيا، إيطاليا وفرنسا تقدم مقاعد دراسية للناطقين باللغة الإنكليزية.

اللغة الألمانية

اعتباراً من العام 2013 أصبحت اللغة الألمانية تحتل أهمية بالغة بالنسبة للسوريين، وذلك لأسباب متعددة من بينها: وجود مئات الآلاف من السوريين اللاجئين والمقيمين في على الأراضي الألمانية، ووجود عشرات المنح الألمانية السنوية التي لا تشترط شروطاً معقدة بالإضافة إلى عقود العمل الوفيرة في المانيا بالنسبة لمن يتقن اللغة الألمانية.

عند الحديث عن إتقان أي لغة أجنبية فنحن في الحقيقة نتحدث عن المستوى B2 من اللغة، ومن المفيد أن يصل الطالب إلى المستوى C1 إن استطاع فعل ذلك فهذا بالتأكيد سيعزز فرصته في القبول.

أما بالنسبة للمستوى B1 فلا يمكن التعويل عليه للحصول على منحة دراسية أو فرصة عمل في الخارج إلا في حالات نادرة.

اللغة التركية

أعداد السوريين المقيمين في تركيا كبيرة، وهذا سبب لإضافة اللغة التركية إلى القائمة. حيث أن عدداً كبيراً من التجار السوريين قد انتقلوا إلى تركيا لتأسيس شركات جديدة هناك، وهو ما جعل السوريين ينتقلون إلى تركيا للعمل هناك. لا ننسى أيضاً انتشار السوريين في تركيا نتيجة الحرب، فمن الواضح أن أعداداً هائلة منهم قد اضطروا للنزوح والعيش في تركيا.

بالنسبة للدراسة الجامعية فالمنحة الحكومية التركية لا بأس بها، وشروطها ميسرة، لكن وللأمانة في نقل المعلومة فإن الوضع في تركيا قد اختلف في السنوات القليلة الماضية. فلم تعد نسبة قبول الطلاب السوريين في الجامعات أو الوظائف مماثلة لما كانت عليه سابقاً.

اللغات الأوروبية الغربية

يمكننا جمع اللغات الأوروبية الغربية في خانة واحدة، من بين تلك اللغات: السويدية، الفرنسية، الإسبانية، البلجيكية، النرويجية، الإيطالية واليونانية.

إن جميع هذه اللغات جيدة وتوفر لمن يتقنها فرصاً للعمل في الخارج أو للدراسة في جامعات مرموقة. لكنها ليست في أولويات الطالب حالياً. فالطلاب الذين يتعلمون هذه اللغات هم الطلاب اللاجئون في تلك البلدان فقط، أما من يقيم داخل سورية فهو يفكر دائماً بتعلم الإنكليزية أو الألمانية.

من ناحية سهولة التعلم يشاع أن اللغة الإسبانية هي الأسهل تعلماً بالنسبة للناطقين بالعربية، كما أن بعض مفرداتها مشتركة مع لغتنا ومع اللهجات المحلية، نظراً لامتداد التاريخ العربي في إسبانيا لمدة 7 قرون من الزمن والتأثير والتأثر بالثقافة الإسبانية.

اللغتين الروسية والإيرانية

في نهاية قائمة اللغات الأجنبية الأكثر أهمية بالنسبة للطالب السوري، أجد من المناسب اختيار اللغتين الروسية والإيرانية، قد تكون هذه اللغات مناسبة للراغبين بالحصول على وظائف حكومية، إلا أنني أرى طموح طلابنا في الوقت الراهن لا يقتصر على الوظيفة الرسمية. فالوظائف الرسمية دخلها منخفض نسبياً وآفاقها محدودة.

يمكننا القول أن اللغتين الروسية والإيرانية تستخدمان للتجارة العامة، فالتجارة مع هذه الدول رائجة مؤخراً. لكن وبرأيي الشخصي فلا أنصح الطلاب بالسعي لإتقان إحدى هاتين اللغتين، ذلك لأن اللغة الإنكليزية قد تغني عنهما بالنسبة للتجارة وعمليات التسويق والتعاقد. كما أن مستوى الدخل في هذين البلدين منخفض مما يجعل العمل فيهما أقل مردوداً من البلدان الأوروبية.

على مستوى المنح الدراسية، فإن المنح الحكومية الروسية والإيرانية لا بأس بها من ناحية توفر جميع التخصصات وسهولة القبول وعدم اشتراط إتقان اللغة الإنكليزية للتقدم لهذه المنح. أما من ناحية المردود المادي فمن الملاحظ أن الرواتب الشهرية ومستوى الدعم في هذه المنح منخفض بالمقارنة مع المنح الأوروبية.

رأي شخصي

كانت هذه قائمة باللغات الأكثر فائدة للطلبة السوريين، وقد قمت بترتيبها بناءً على وجهة نظري الشخصية مع أخذ القليل من الآراء والمعلومات الشائعة، ولا يعني اختياري لإحدى اللغات قبل الأخرى انحيازاً لها.

كما أن عدم ذكر بعض اللغات في القائمة -مثل اللغات الصينية والهندية واليابانية- لا يعد انتقاصاً من تلك اللغات وقيمتها الأدبية. لأن جميع اللغات مهمة فهي تساهم معاً في تكوين الحضارة الإنسانية، إلا أن تركيزي في المقالة كان على اللغات المناسبة للمنح الدراسية وفرص العمل والبعثات والتدريب.

وخلاصة القول أن اللغة الإنكليزية تبقى هي الأكثر أهمية من بين جميع اللغات الأجنبية الأخرى، حتى بالنسبة للراغبين بالبقاء داخل سورية والعمل في البنوك والمستشفيات وشركات التأمين والاتصالات، فالإنكليزية مازالت لغة الأعمال الرسمية في بلادنا حتى يومنا الراهن.

حسام الخوجه
بواسطة : حسام الخوجه
مهندس برمجيات، مدوّن ومستشار تعليمي.