قد يقع الطالب في الانتحال العلمي أحياناً نتيجة لعدم معرفته بأصول كتابة البحث العلمي، كما أن هناك نصائح ينبغي أخذها بعين الاعتبار لتجنب الوقوع في السرقة الأكاديمية. فيما يلي شرح لمفهوم الانتحال وأشكاله وكيفية تجنب السرقة الأدبية.
مفهوم الانتحال العلمي
يعرف الانتحال العلمي أو الأكاديمي على أنه استخدام مؤلف البحث لأبحاث مؤلف أو مؤلفين آخرين من غير الإشارة إلى المصدر. ولهذا التعريف تفاصيل كثيرة لكن هذا هو مختصر القضية.
فالانتحال العلمي هو كل عملية سرقة لجهود الآخرين ونسبها للذات من غير الإشارة إلى أن هذه الجهود توصل إليها غيرنا.
أشكال الانتحال العلمي
هناك عدة أشكال للانتحال العلمي وسأحاول تلخيصها بما يلي:
1. الانتحال الكامل
وهو عملية سرقة مقالة كاملة أو أطروحة ماجستير أو دكتوراه بشكل كامل. وهذا النوع قليل جداً فمن المستبعد أن يقوم المنتحل بعملية الانتحال الكامل.
2. الانتحال الجزئي
وهو من الأشكال الأكثر شيوعاً للانتحال العلمي، في الانتحال الجزئي يقوم المنتحل بسرقة فكرة أو محتوى من نص من غير الإشارة إلى مصدره الحقيقي.
3. الانتحال بإعادة الصياغة
في هذا النوع من الانتحال يقوم الباحث بإعادة صياغة جملة أو مجموعة جمل من أبحاث الآخرين ويعيد صياغتها بطريقة مختلفة وينسبها لنفسه.
لهذا فإن عملية إعادة الصياغة غير مشروعة وتجعل العمل غير أصلي ومسروق، إلا في حال تمت الإشارة إلى المصدر الأصلي لتلك الصياغة.
4. الانتحال في المراجع
يجب على كل باحث يقتبس من مرجع أن يشير إليه بطريقة صحيحة. لكن في بعض الأحيان قد تتم الإشارة إلى مصادر وهمية ويسمى هذا النوع من الانتحال بالانتحال في المراجع.
5. الترجمة العكسية
في الترجمة العكسية تتم ترجمة مقالات وأبحاث من لغات مختلفة إلى اللغة العربية أو من العربية إلى لغات أخرى وهكذا. مما يجعل عملية تدقيق الانتحال أكثر صعوبة بالنسبة للأدوات المتخصصة في كشف السرقة الأدبية.
6. استخدام الصور والجداول بلا مصادر
عندما يتم استخدام صورة ما أو رسم بياني ضمن البحث، يجب على الباحث أن يشير إلى مصدر تلك الصورة وذلك الجدول وإلا فإن تجاهل المصدر سيعرض البحث للسرقة الأدبية.
7. الاستعانة بزملاء أو مكتبات لإنشاء أبحاث جاهزة
لا يخفى على الباحث أن كتابة بحث بجهد شخص آخر هو عملية انتحال واضحة تؤدي إلى معاقبة صاحبها بأشد أنواع العقوبات الأكاديمية.
8. أخذ المعلومات من الإنترنت بالكامل
من بين أنواع الانتحال الكامل نسخ المحتوى من الإنترنت بشكل كامل، بأسلوب النسخ واللصق. إن هذا يعني انتحالاً كاملاً لا لبس فيه ويؤدي أيضاً إلى أشد أنواع العقوبات الأكاديمية.
كيفية تجنب السرقة الأكاديمية
لتجنب حدوث السرقة الأكاديمية ينبغي استخدام الوسائل التالية:
أ. إعادة صياغة النص بشكل صحيح
في الحقيقة، إن عملية إعادة صياغة النص بشكل مختلف هو عمل لا يرقى لأن يكون إعادة صياغة صحيحة. والصواب هو أن تتغير الكلمات مع البناء الأصلي للجملة. شريطة عدم التغيير في معنى النص الأصلي.
ب. التخطيط للبحث بشكل جيد
من المهم التخطيط للبحث بشكل جيد، فهذا يمنع التشابه في عناوين الفقرات ومحتواها وتكرار طريقة سرد النص الأكاديمي.
ج. الاستشهاد بالمصادر دائماً
عندما تنشر فكرة من الأفكار وتشعر أنها ليست فكرتك الأصلية فمن المستحسن الاستشهاد بالمصادر، إن هذا يعفيك من التعرض للسرقة العلمية والوقوع في مشكلات أنت في غنىً عنها.
هناك طرق متنوعة للاستشهاد بالمصادر من بينها طريقة APA الأمريكية لتوثيق المراجع، وكنت قد شرحتها في مقالة سابقة يمكن مراجعتها أيضاً.
د. استخدام مدققات الانتحال
قبل تسليم بحثك النهائي، جرب أن تفصح محتواه باستخدام أدوات تدقيق الانتحال والكشف عن المحتوى المسروق بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إن هذه التجربة توضح لك نسبة الكلمات المتشابهة مع المحتوى الموجود على الإنترنت، مما يجعل محتواك نقياً بنسبة 100% وخالِ من المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي أو المنشور سابقاً في محركات البحث.
مخاطر السرقة الفكرية في الجامعات
نصت الورقة المنشورة في جامعة دمشق على معاقبة أصحاب الأبحاث التي تحتوي سرقة أدبية بعقوبات مختلفة تتدرج من الإنذار وحتى الفصل من الدراسات العليا بشكل كامل.
ويمكن الاطلاع على نص هذه الورقة من هنا